الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين
نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
.
يقول الله عزوجل : ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ .
﴿ وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تُخفوه يُحاسبكم به الله.... ﴾
ما من شيء في عالم الإنسان يتصف بالكمال المطلق، وكل شيء في حياته يحتاج إلى المراجعة والتنقيح والتصحيح والتسديد، ليخلص من الشوائب والنواقص والعثرات وأسباب الضعف والتخلف.
والتسليم بهذا المبدأ، مبدأ الاعتراف بالنقص، وعدم توفرّ الكمال في عالم الإنسان، هو الضمانة الأولى لتحقيق التكامل والنضج والاستقامة، فعندما يسلّم الإنسان أنه لابد وأن يخطئ، وانه ليس بمستوى الكمال في كل فعل وموقف، ولابد وأن تصدر عنه الهفوات والزلات، ويقع في الخطأ والقصور بسبب الجهل، أو هوى النفس ونزغ الشيطان، أو القصور وعدم القدرة على إدراك الحقيقة، أو تحقيق الكمال، فإنه يثبت الأساس والمنطلق في مسيرته التكاملية.
أما المغرور الذي لا يسلّم بقصوره الإنساني، أو تقصيره، فسوف لن يرضى بالإشكال عليه، ولن يخضع نفسه للمحاسبة والنقد الذاتي، وسيبقى موطناً للأخطاء والهفوات والتخلف، بعيداً عن السير التكاملي، والمستوى الأخلاقي والعلمي اللائق بالإنسان.
إن محاسبة الإنسان لنفسه على خطئه وتقصيره بحق الله والناس ونفسه، علامة صحة في تفكير الإنسان ودليل يقظة ضميره وحسه الأخلاقي.
و التاريخ يشهد بنهاية الإصرار ، و المعاندة ، و التكبر ، و عدم الأعتراف بالخطأ .
و أكبر شاهد ما حصل للأقوام السابقة ، الذين رفضوا دعوة انبيائهم ، و اصروا على باطلهم رغم معرفتهم أنهم على خطأ و باطل ..
و لكنه ..
العناد ..
الغرور ..
المكابرة ..
التعالي ..
و ما النتيجة ؟؟؟؟؟
السقوط إلى الهاوية ..
و هذا دليل من كتاب الله - عزوجل - على هؤلاء المكابرون المعاندون ، الذين استولى الغرور على أنفسهم {ومِن الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولهُ في الحياةِ الدُنيا ويُشهِدُ الله على ما في قَلبهِ وهو ألدُّ الخصام * وإذا تَولّى سَعى في الأرضِ ليُفسِدَ فيها ويُهلِكَ الحرثَ والنّسل واللهُ لا يُحبُ الفَسادّ * وإذا قيلَ لهُ اتّقِ اللهَ أخذتهُ العزةُ بالإِثمِ فَحسبُهُ جَهنُم ولَبِئسَ المِهاد}. (البقرة/204ـ206)
فهذا نموذج موجود بيننا اليوم ، يرسم لنفسه فكر و مسيرة ، و يصر عليها ، و لا يعترف بالخطأ الذي يعيشه مهما يكن ..
قد يكون هوى ..
قد يكون تزيين من الشيطان
{أفَمَن زُيِّنَ لهُ سوءُ عَملهِ فرآهُ حَسناً فإنّ الله يُضلُِّ مَن يشاءُ ويهدي من يشاءُ فلا تذهَب نفسُك عليهم حَسراتٍ إنّ الله عليمٌ بما يَصنَعونَ}. (فاطر/
فيرى قصوره ..
تخلف الرأي ..
مخالفة النهج ..
أمراً حسناً ، و شيئاً متفوقاً ، بسبب تلك العوامل النفسية التي تكمن داخله .
فنرى منه الاصرار على الخطأ ، يدافع عنه بكل قوته ، و يظن أنه وصل إلى مرحلة النضج و الكمال ..
يلجأ إلى مبررات ..
مخادعة النفس ..
إقناع الآخرين ..
لا يقبل بالنقد ..
لا يقبل بتصحيح الخطأ ..
يبتعد عنهما ..
و يفرح بل يطير فرحاً بكلمة توافق فكره الذي يصر عليه ..
بالرغم من أنه خطأ ..
يظنها ..
قوة شخصية ..
عزة ..
قرار ..
و في الحقيقة ماذا تكون ؟؟
ضعف شخصية ...
ذُل ...
شتات ...
فإلى متى نستمر في المعاندة و الإصرار على اخطائنا ؟؟
فليس من العيب أن نقول اخطأنا
و لكن ,,
العيب كل العيب ..
الاصرار على الخطأ ..
و المكابرة ..
و المعاندة ..